مقدمة :-
لا يتلاحى
أناس كثيرون حول أثر وسائط التواصل الإجتماعي على الحياة العامة. فقد بات ذلك
مسلماً به لا تفوت ملاحظته على الناظرالعابر بله الفاحص الدقيق. ولكننا في هذا
الحيز الصغيرمعنيون بالأثر السياسي لتلك الوسائط التي يعزو اليها مراقبون تعاظم
التفاعلات السياسية . فينسبون لها الدور الأهم في انتفاضة الفلبين . وانتخاب
الرئيس الأسود الأول للولايات المتحدة الأمريكية . والثورات الملونة في أوكرانيا
ومولدوفيا . وانتفاضة اسبانيا وحركة أحتلوا (وول إستريت). وثورات ما يسمى بالربيع العربي وأخيراً
التظاهرات في هونج كونج . ولاشك أن نسبة
دور لهذه الوسائط ليس موضع مشاحة خاصة فى شأن هذه الأحداث المشار إليها .
بيد أن الخلاف يمكن ان ينجم حول حجم هذه الدور وحول تفاعلاته . وما إذا كان ما جرى كان كله أو جله بأثر
التفاعلية الهائلة التي صنعتها وسائط التواصل الجديدة . وأيضاً قد يتجادل
المتجادلون حول الأثر المباشر للتفاعلية . وإمكانية توظيف هذه الخاصية بواسطة
النشطاء والفاعلين في السياسة والأجهزة الاستخبارية وسائر الأجهزة والمنظمات ذات
الإهتمام.
طبيعة أدوار الوسائط الإجتماعية:
الدور الأساس
لوسائط الاتصال والتواصل هو تحقيق الفاعلية والتفاعل . وهي بهذا تضطلع بدور مهم في
جانبين من جوانب تعزيز فردية الشخص وتعزيز إجتماعيته في آن واحد. ولاشك أن الإنسان
يعبر عن فرديته عن طريقة فاعليتين أولاً فاعلية البيان والقول ، وثانياً فاعلية
الفعل والعمل .وخاصية البيان في إبراز كينونة الإنسان خاصية شاملة . فهي المعبر عن
الكينونة وتحويل هذه الكينونة إلى هوية شخصية وإجتماعية. والقرآن يوضح ذلك جلياً
في سورة الرحمن (الرحمن، علم القرءان ، خلق الإنسان، علمه البيان) فالخلق والتعليم
فعل واحد. فالأفعال الإلهية لا يحتويها الزمان . وخاصية البيان هي جوهر الإنسان . فقدرة
الإنسان على التعبير بكافة وسائل التعبير قولاً وفعلاً هي التي تحقق الفرادة
الإنسانية التي نطلق عليها مصطلح الشخصية والهوية والحقيقة الإنسانية. ولقد شهد
العالم في السنوات القليلة المنصرمة ثورة في الإتصالات رافقتها ثورة في تقنيات
التواصل . وكذلك ثورة فى تقنيات الصورة والصور المتحركة أدت إلى توسيع مكنة
التواصل لدى الأفراد والجماعات إلى مدى عظيم . وكان من نتاج ذلك توسع التفاعل
المباشر بين الناس. وتقاصر المسافات
وإزالة العوائق والحواجز في الزمن والمسافة. ولاشك أن كل انماط النشاط الإنساني
التي تتأثر بزيادة أو نقص التفاعلية الشخصية والإجتماعية تظهر تأثراً مباشراً تابعاً
بالزيادة والنقص . وعلى رأس ذلك النشاط الإجتماعي الثقافي والاقتصادي والسياسي .
والسياسة هى موضع الفحص في هذا الحيز المحدود. وهو حيز شديد المحدودية لنزعم أننا نستطيع أن
نلحظ ونشير فيه الى كل التغيرات التي تشهدها البيئات السياسية بأثر تعاظم
التفاعلية عبر وسائط التواصل الإجتماعي . ولكننا سوف نجازف باعطاء فكرة عامة عن
ذلك . وبخاصة إمكانية التوظيف السياسي للتفاعلية الإجتماعية عبر الوسائط الإجتماعية
بواسطة الفاعلين السياسيين أو فى المجتمع
المدني أو النظم السياسية . ويحسن بنا قبل الولوج الى موضع الإهتمام أن نجيل البصر لنتعرف على
الوسائط الاجتماعية وطبيعة وظائفها .
تعريف الوسائط الإجتماعية :
الوسائط
الإجتماعية هي تكنولوجيات وشبكات معلومات تستخدم بصورة تفاعلية محتوى ينتجه
المستخدم لها ويتبادله مع الآخرين . وتختلف نوعية العلاقة بين الأطراف المتفاعلة وقد تستدام أو تنقطع . ويجري تشارك
المحتوى المشار إليه عبر المنابر والشبكات العنكبوتية .
وهذه
العملية التفاعلية تشمل خمس سمات : أولها
التشبيك والتفاعل الإجتماعي ، ثانياً التشارك ، ثالثها الاستخدامات المتعددة مثل
البحث والتدوين وغير ذلك ، رابعها الانفتاح وسهولة الولوج ، والخامس هو التعاون
أساس التفاعل . والوسائط على أنواع وأضرب مختلفة . فهنالك الوسائط الإجتماعية وعلى
رأسها فيس بوك Face book . وقوقل Google وماي سبيس My space ، ولينكد Linked وأى
آر سي IRC وهنالك مجموعة المنتجين للمحتوى الإعلامي Media Producers . وعلى رأس هؤلاء يوتيوب Yu tube ، وفليكر Flicker ، وسلايدشير Slide share . وهنالك
مجموعة التدوين وعلى رأس هؤلاء تويتر وبلوجر.
ثم مجموعة المعلومات وعلى رأس هؤلاء ويكي بيدا – ويكي أسبيس – ويكي سورس .
وهنالك مجموعة الروابط مثل Digg – Diigo . فأما
مجموعة الوسائط الإجتماعية ومعها منتجو المحتوى والأعلام فيتشاركون في خاصية تكاثر
المحتوى وتسارع وتيرة تغيره . وذلك مع خاصية الارتباط والتشارك . وتطورت عملية
التشارك لتصبح زراً ملحقاً بالمحتوى ليجرى تشاركه فور الإطلاع عليه. وأما مجموعة
التدوين فميزاتها التفاعلية والتشاركية وهناك زر للتشارك ومكان للمتابعة وآخر
للتعليقات . وتويتر توفر خاصية التدوين القصير . والذي يشمل
التعبير القوي عن رأي أو موقف من خلال نص أو صورة أو رابط مع فيديو . وهي توفر
خاصية التفاعل من خلال نظام الهاشتاج الذي يسمح للآخرين بالتأكيد على الرأي أو
الموقف. ولعل مجموعة الميديا هي التي تنافس مجموعة التواصل الإجتماعي وهي نفسها تعتبر
شبكة اجتماعية . وذلك من خلال التفاعلية
والتشاركية التى جعلتها في حالة اندغام كامل مع المجموعة الأولى . وصار لليوتيوب
بوجه خاص أثر هائل ومشاهدة أسطورية . فقد جرى تقدير عدد المشاهدين اليومي بعدد
ملياري مشاهد. وأما مجموعة الويكي فأصبحت مرجعاً هاماً للمراجعين المتعجلين . وصارت
ساحة تفاعلية للمعلومات لم يعرف العالم لها نظيراً من قبل. وقد يبصر المتابع
العادي آثار هذه المجموعات بالملاحظة العابرة ولكن لا بأس من وقفة عند تلك الوسائط
للمزيد من التعرف على أثارها التفاعلية.
أثر الوسائط الإجتماعية :
والوسائط
الإجتماعية صارت ساحة للتعلم تنافس الأعلام الجماهيري التقليدي والمدارس والجامعات
والأكاديميات الأخرى. وذلك من خلال التعلم من الآخرين. وتلك هي أول طرائق التعلم الإنسانية . فالتعلم
بالتفاعل هو وسيلة الإنسان الأولى من خلال التعلم من ممارسة الآخرين . وبخاصة
التعلم بالبيان بالعمل . وبالأنموذج الذي نراه فنحتذيه لدى الآخرين. وأهم ما تعلمه
الوسائط لمرتاديها هو إنشاء محتوى وتعزيزه باستمرار . ومقارنته وتقويمه وتطويره
بالنظر إلى أفضل الممارسات التي يراها المرء في الشبكات ومن خلال التفاعل مع آخرين.
ولما كانت الشبكات نفسها بيان بالعمل لفكرة النظام والتنظيم فإن تعزيز فكرة
التنظيم هي أول ثمار الوسائط الجديدة . ثم أن تعزيز الرغبة في القراءة والمشاهدة
والتعلم هي ثمرة أخرى مهمة. وبخاصة إن
التطورات في تقنية الصورة والصور المتحركة تؤدي بالضرورة إلى تعزيز التعلم
بالقراءة لمن يقرأ . وتعويض الأميين الذي لا يقرأون من خلال تزويدهم بالعلم
والمعلومات من خلال الصورة الثابتة والصور المتحركة . لذلك يمكن القول أن الوسائط
الإجتماعية كسب هائل لحركة العلم والتعلم . ولاشك ان ثمرة العلم هي زيادة الكفاية
الفردية والاجتماعية على الإنتاج الفكري والثقافي والاقتصادي . وتعزيز قدرة
الجماعة الإنسانية على الإنتظام الجماعي والعمل الجماعي.
كيف يؤثر ذلك على السياسة:
كانت آفة
السياسة الكبرى منذ أن عرف الإنسان الحياة المدنية السياسية هي تسلط الأفراد
والأقليات من خلال أحتكار القدرة على التوجيه Counseling . والقدرة على الأكراه والأجبار على
الطاعة بمبررات شرعية أو غير شرعية. ووسيلة التسلط الأكبر هي السيطرة على العقول وبالاستخفاف بها من خلال أحتكار المعلومات التي
تؤثر على حياة الجماعة . وإبراز تميز الفرد أو الأسرة الملكية أو الجماعة
الاوليجاركية أو الصفوة السياسية على سائر الناس . وقدرتها بصورة احتكارية على
توفير الأمن والمنافع المتنوعة للجماعة المشتركة . ولاشك ان انتشار العلم والتعلم
الذاتي سوف يقلل إلى مدى بعيد من قدرة الأفراد والنخب السياسية على الاستخفاف
بالعقول. فالمعلومات سلاح أقوى من أسلحة وأدوات الأكراه الأخرى . لأنها تعمل على
أحكام السيطرة على السواد الأعظم من الناس . ومن ثم يجرى التعامل مع الأقلية
الناشزة من خلال وسائل الأكراه المادية الأخرى . سواء كانت تلك الوسائل شرعية أو
غير شرعية.
ومما لاشك
فيه أن سلوك الشخص العادي يتأثر إلى مدىٍ بعيد بقدرته على الحصول على المعلومة
الصحيحة عند الحاجة لها. فلو توفرت له المعلومة المناسبة في وقتها الأنسب فإن
تصرفه سيتحلى برصانة وحكمة أكبر . وليست
تلك الحكمة والرصانة خادمة بالضرورة لمصلحة النخب السياسية الناشطة في المجال
السياسي. وهذه المعلومات مثلما تؤثر على سلوك الشخص العادي ، لاشك أنها سوف تؤثر
على سلوك النخب السياسية والتنفيذية وسلوك المسئولين في السياسة . وكذلك تؤثر على العمل
الحكومي التنفيذي من خلال تحلي المسؤولين
بالرصانة والحكمة هم ايضاً أو من خلال تحوطهم لرصانة وحكمة المواطن العادى لئلا يقع
الاستخفاف به. وهذا الأثر المباشر على السلوك السياسي يتبعه أثر آخر. يتصل الأثر الآخربقدرة هذه الوسائط بسبب خاصية
التشارك والتسارع على وضع الأجندة العامة في الحياة السياسية . فلم يعد وضع
الأجندة العامة في الحياة السياسية محتكراً لأهل السياسة والأعلام فحسب . فلربما
استطاع شخص منفرد من خلال محتوى ينتجة لايزيد عن ثلاث دقائق في اليوتيوب أن يحظى
بالاهتمام والتفاعل لقضية ما ربما يتمنى أهل السياسة والاعلام أن يغمرها غطاء كثيف
من الغفلة والنسيان . ولاشك أن وسائط التفاعل الإجتماعي قد أكسبت جميع مرتاديها
مهارات جديدة . وأظهرت لديهم اتجاهات جديدة (ليست كلها بالضرورة إيجابية) . كما
أنها وسعت وعمقت النقاشات العامة . وعززت الفاعلية الاجتماعية خاصة لدى جماعات
العمل الطوعي . وفتحت أفاقاً لم تعرفها البشرية لنشر المعلومات والعلم . فعززت
بذلك قدرة الجماعات على التفاعل والتشارك والعمل المشترك عبر العالم . كما عززت قدرة
الناشطين على التحريك والتعبئة . وكان يقال أن مهمة الاعلام هو الإعلام To in form والإقناع To persuade والتعبيئة To mobilize والتحريك To actuate وكلها وظائف سياسية ولاشك أنها جميعاً تعززت من
خلال الوسائط الإجتماعية الجديدة.
سلبيات الوسائط :
بيد أن
الصورة ليست ناصعة ولا زاهية كما يبدو من
خلال العرض السابق. فان كل فاعلية جديدة يمكن أن تتحول إلى سمة سلبية من خلال سؤ الإستخدام.
كلما
أنبت الزمان قناة
ركب
المرء في القناة سناناً
فالأعداد
الأكبر من مرتادي الوسائط الاجتماعية سلبيون لا يشاركون بل يتابعون . وكثير منهم
تكون متابعتهم سلبية وليست نقدية. وغالبهم منشغل بالأمور الإنصرافية . ونتاحاً لذلك
توسعت ثقافة الغيبة والنميمة Gossip culture إلى مديات غير مسبوقة . وخاصة
بعد دخول الهواتف الذكية وخدمات الواتساب وما شابهها . والسلبية والإنصرافية
وثقافة الإغتياب يمكن أن تعزز الاتجاهات السلبية والتخريبية في المجتمع . وبخاصة
توسع المواقع الإباحية والاجرامية وسهولة تشارك محتواها عبر الهواتف الذكية. كذلك
فان الروح السلبية يمكن ان ينجم عنها تعبئة العواطف الفجة وإثارة التحيزات
والعصبيات والنعرات التمييزية بين الناس . ولاشك ان نشر الأكاذيب والشائعات
واعتماد الشبكات والتقنيات الجديدة وسائل للاغتيال المعنوي والسياسي هو أمر آخر
أصبح معتاداً في الساحة العامة.
بيد أن
هذه السلبيات لا يجب ان تقود إلى إتجاهات منع وكبح . وإنما لاتجاهات احتواء
ومعالجة من خلال إستخدام الوسائط الاجتماعية نفسها لمعالجة نفسها بنفسها. وذلك من خلال التثقيف والتحصين من جهة ومن خلال التقنين والتشريعات المحكمة من جهة
أخرى. وأيضاً أشاعة الثقافة الحقوقية والتوجيه الديني والاخلاقي من خلال الوسائط
الاجتماعية . ولا يزال الخير في كل مجتمع أكبر من الشر إلا ان يتقاعس أهله عن
المبادرة والمسابقة لتكون رايته هي العليا وكلمته هي الرائجة والرابحة.
قابلية الوسائط الاجتماعية للتوظيف:
مما
أوضحنا سلفا ً لن يخفى على أحد قابلية هذه الوسائط للتوظيف السياسي من خلال جماعات
المجتمع المدني أو الجهات السياسية والتنفيذية. وهي يمكن أن تُوظف من خلال استخدام
خاصياتها في تعزيز الاتصال والتفاعل والتنظيم . وكل ذلك مترافقاً مع خاصية التسارع
يجعل قدرة الوسائط الإجتماعية هائلة في مجال طرح القضايا العامة والخاصة وجمع
الرأي وحشده حولها . وتعبئة الناس للتفاعل معها وتنظيم تحركهم بصورة متسارعة وغير
مسبوقة . ولاشك أن الجماعات السياسية المعارضة والمناوئة قد جربت مراراً وتكراراً
توظيف الوسائط الاجتماعية . بيد أن الرسالة لن تكون فاعلة إلا بقدر ثقة الجمهور
المتلقي في صاحب المحتوى . واستذكار تجاربه السابقة مع طبيعة المعلومات المرسلة
وصدقيتها . وكذلك تجاربه مع فاعلية الأطراف المبادرة في التنظيم والقيادة . وكما يصدق ذلك على الجماعات المعارضة يصدق على
أهل الموالاة . فصدقية المعلومة وتوفيرها في وقتها الملائم هو ما يعزز الثقة في
أصحاب المحتوى . ولذلك فان تجارب المرتادين السابقة مع معلومات بعينها ومع تحركات
الجهات المبادرة هي التي تؤسس لرودود أفعالهم تجاه المعلومات أو المبادرات
المتنوعة . بيد أن أكبر النجاحات هي تلك التي ارتبطت بجماعات العمل الطوعي. ذلك ان طبيعة المبادرة
الطوعية تصنع هالة إيجابية لصاحب المحتوى . وكذلك فان ظهور نتائج أعماله تعزز
الثقة الإبتدائية به. ولذلك فقد حاولت جماعات سياسية كثيرة موالية أومعارضة ركوب
مركب العمل الطوعي والإنساني للترويج لأجندات سياسية . وبقدر ظهور الجانب الإنساني
وخفاء الجانب السياسي يكون الفلاح أو
الاخفاق نتاجاً للتفاعل مع المحتوى وصاحب المحتوى أو المبادرة.
ولاشك أن
التوظيف السياسي من جهات مناوئة كثيرة سوف يشتمل على جميع وسائل التعمية والتضليل
والابهام والايهام من خلال المعلومات المبتورة عن سياقها ومن خلال الصور المعاد
إنتاجها والمواد الإعلامية المضللة والشائعات الكاذبة . ولا سبيل لمجابهة ذلك إلا
بمزيد من الشفافية والمعلومات الصحيحة . وتعزيز الثقة في مصادر المعلومات التي يُطلب
إليها مواجهة الحملات الإعلامية المناوئة . ويجب ان لا تتجه المعالجة نحو ا لحجر
والمنع إلا في حالات مقابلة الحجر والمنع بالحجر والمنع المقابل . ذلك أن اتجاه
طرف ما للمنع سيجعل المرتادين أكثر رغبة في الحصول على المحتوى الممنوع . ويكون
الممنوع أكثر قابلية للتصديق . ولذلك فان
الأجابة الوحيدة لمواجهة سلبيات وسائط التواصل الإجتماعي هي أنها هي بذاتها وسيلة
مواجهة هذه السلبيات . فمن يواجهنا بالكذب والإفتراء نواجهه بالقول الصحيح السديد
المسكت . فان الحق يعلو ولا يُعلى عليه (وأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس
فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم.