لا أعرف إن كان رأي الأستاذ كمال عمر ونصحه للحكومة أن تسمح لنفط الجنوب أن يمر دون رسوم ودون مقابل طلباً لاستدامة السلام والمودة مع الجنوب رأياً خاصاً به أم أنه الموقف الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي. و لن أستغرب الأمر فى كلتا الحالتين . فالمؤتمر الشعبى صار له قطبان وصوتان فحسب فاما أن نسمع صوت الأمين العام أو صوت الأمين السياسى . وأما الأصوات الأخرى فساكتة فالأفواه ملؤها الماء الكثير.
نفطنا أم نفطهم.؟
ما يدعوني لترجيح الاحتمال الأخير (أى أن الرأى رأى الحزب ) انه لم يصدر من حزب المؤتمر الشعبي ما يصحح ما قيل أو يوضح موقفه من المجادلة حول استحقاق السودان من نفط جنوب السودان . وما يسمى نفط جنوب السودان هى الغنيمة الباردة التى آلت لدولة الجنوب والتى لا تستخدم أراضي السودان للمرور فحسب. بل وتستخدم تجهيزات معالجة النفط في الجبلين وهجليج لتنقية النفط من الشوائب. ثم فصله عن الماء والطين وكل العوالق . ثم دفعه إلي المستودعات التي تتدفق منها إلي الأنابيب . ليمر على محطات الضخ المتعددة عبر مئات الأميال . وأحيانا محطات التسخين لئلا يتجمد فلا ينساب في الأنابيب . وإثناء ذلك ينشط الآلاف من أبناء السودان فى أعمال الصيانة المستمرة وأعمال الحراسة الدائمة للنفط المتدفق عبر الانابيب . فاذا بلغ الميناء جرى نقله للمستودعات المجهزة للحفاظ عليه في حرارة تمنع تجمده . ثم دُفع به الي البواخر الناقلة لتحمله الي مرافئ مستورديه ليعود بالعملات المسماة حرة لحكومة الجنوب. وهذه عمليات ثمانِ نعيد روايتها : أولها التنقية ثم التخزين ثم الضخ ثم التسخين ثم الصيانة فالحراسة فالتخزين فالشحن . أما في جنوب السودان فتوجد آبار النفط والأنابيب التي تنقلها الي محطات المعالجة فالضخ الى التجهيزات فى دولة السودان . ونذكر أن هذه الآبار لم يعمل علي انشائها من يحكمون دولة جنوب السودان الآن . بل انهم اجتهدوا في تدميرها وتدمير خطوطها مرة بعد مرة . وخابت مساعيهم بفضل تفانى ومجاهدة ابناء السودان الذي انشأوا صناعة النفط بعرقهم وحرسوها بدمائهم . ثم يأتى ناصح المؤتمر الشعبي لينصحنا بالتنازل عن استحقاقات شعبنا لترضية حكام جنوب السودان حتي تُوقف الحرب ونسترضى فئام من اللئام الذين لا يرضيهم إلا ان يروننا في أسوأ حال.
المؤتمر الشعبي وليلاه المريضة بالجنوب:
عجيب والله امر اخواننا في المؤتمر الشعبي فقد ذهب بهم العداء لاخوانهم في المؤتمر الوطني الي مرحلة الاغلاق. والمغلق عند الفقهاء هو الرجل الذي ذهب به الغضب مذهباً فلا يري ولا يسمع ولا يفهم . فهذا يعتبرونه مغلقاً ويجعلون طلاقه إن طلق كأن لم يحدث فتبقى زوجه فى عصمته حتى يعاوده الرشد . فان فاء الى الرشد أمسك وان شاء طلق . والمؤتمر الشعبي الذي يتحدث كثيراً عن المثالات والحريات لم يحدثنا قط ما اذا كان حكم حكومة جنوب السودان والحريات المغدق بها على أحزابها و أفراد شعبها ورأفتها بشعب بلدها وحرصها علي أمواله ومصالحه هي ذات المثالات التي يحدثوننا عنها. فان لم يكن الجنوب مثالهم فليفسروا لنا بالتفسير التوحيدى أو التقليدى مغزى هجرتهم بالتجاوب والتقارب والتوالي والتحالف جنوباً إلا ان كان منطقهم هو المقولة( عدو عدوي صديقي ) فان أمنوا علي هذا الاستنتاج فليعلموا أن صديقهم الذين يبذلون له الود و الولاء هو عدو للسودان دولة وشعباً . وليس عدواً لمن يناصبونهم العداء فحسب. واذا كان الأمر خافياً عليهم فما ضرهم ان يسألوا الناس حولهم ان كان يسرهم ان يكون مالك عقار وعرمان والحلو وأضرابهم هم زعماء السودان الجدد. بل انى أتحدي قيادة المؤتمر الشعبي أن تجري استبياناً حراً لعضوية المؤتمر الشعبي ان كان البشير هو بغيضهم ومالك عقار هو حبيبهم ؟ ولست في شك ولا ريب من أن نتائج ذلك الاستبيان ستوضح لقيادة الشعبي انها تستقبل قبلة قد ترضاها ولكن قواعدها تستقبل قبلة سواها. لقد ذهبت مجانبة المؤتمر الوطني بعيداً بقيادة المؤتمر الشعبي حتي أوسعت الشقة وأبعدت النجعة بعيداً عن قواعدها الحائرة بل وعن الشعب السوداني ومصالح الشعب السوداني. فما دخل استحقاقات الشعب السودانى بخصومات المؤتمرين ؟وكيف يمكن أن تغدو دولاً غربية عديدة اكثر تفهماً لحقوق الشعب السوداني في مقابل ما بذل في استخراج البترول في دولة جنوب السودان . وما يبذله من إصوله وأملاكه وينفقه من عرق ودماء أبنائه . ثم يأتينا ناصح المؤتمر الشعبي بان نتنازل عن ذلك كلُه لصالح حكومة جنوب السودان التى لا يعنيها أن يجوع شعبها أو أن يشقى . وهو الشعب المغلوب على أمره الذي ليس له مورد يعتاش منه الا عائدات النفط . ولماذا يأبه هؤلاء بتوقف الضخ ما دامت أموالُهم في بنوك بريطانيا والمانيا واستراليا وكينيا و يأتيهم رفدها بغير توقف. ما الذي يعني قادة وفودهم المفاوضة من شقاء الأسر ومعاناة الأطفال . وأما أسرهم فناعمة البال في نيروبي ونيويورك ولندن وسيدنى. ولكن الذي لم يفهمه قادة الجنوب الجدد أن الربيع الذي يهددون به الخرطوم باعلانات وتصريحات ما يُسمي بالجبهة الثورية أو سواها هذا الربيع الثوري هو أدني إليهم من شراك نعلهم . وهو ليس بالضرورة عربى بالجنسية أو التجنس ولا سودانى بالمعتاد أو الميعاد . ولن تأتيهم غائلته من حيث يحتسبون ويتحسبون بل قد تأتيهم بغتة فتبهتهم من حيث لا يتوقعون . فقديماً قالت الحكماء من مأمنه يؤتى الحذر.
ليس بالنفط وحده:
وأما السودان فسيبطل باذن الله أحلام اليقظه وأحلام المنام لمن يناصبونه العداء أكانوا أبناءً خصماء أو أعداءً تلفاء . ولن تكون نهضته بالنفط وحده وان كان موعوداً بالزيادة من بعد الزيادة في إنتاجه النفطي. وليتذكر من يستطيع التذكر أن اتفاقية السلام جرى توقيعُها ومجمل انتاج النفط في السودان شمالاً وجنوباً ثلاثمائة ألف برميل وسعر البرميل آنذاك ثلاثين دولاراً مع خصم تكلفة الاستثمار التى كانت لا تزال تختصم ونسبتها 40% و 20% للشركات و 40% لحكومة السودان . فحال السودان اليوم وعائده من نفطه أفضل من حاله في العام 2005م وعائده من نفطه اكثر من ذلك العائد. وقد أفاء الله علينا فيئاً بغير جهد كبير من الذهب الذي صار عائده يتضاعف عاماً بعد آخر . ثم أننا سنشد المئزر لمضاعفة انتاجنا من كل سلعة ضرورية لاستهلاكنا . ونحن نتقدم في ذلك المضمار كل يوم بسرعة أفضل من سابقه في انتاج السكر وانتاج القمح وانتاج القطن وانتاج زهرة الشمس . ونجتهد أن نضاعف مساحة الأرض المزروعة . وأن نُضاعف الغلة المنتجة والله عوننا ووكيلنا في كل ذلك. وأما أخوتنا الالداء في المؤتمر الشعبي فشأننا وأياهم أن نقول لهم كما قال علي كرم الله وجهه لطلحة بن عبيد الله بعد موقعة الجمل أني لأرجو ان نكون بعد هذا أخوة فى الجنة علي سرر متقابلين. وأولئكم جميعهم ممن شهدوا يوم الفرقان فى بدر . ما أدراك إن الله قد أطلع علي أهل بدر فقال لهم أفعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهل ثمة رجاء يُرتجى أو أمل يُرتقب. الله الولى وهو حسيبنا ونعم الوكيل
أنتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي،،،
وإنَّ خِيَارَ النَّاسِ مَنْ كانَ مُنْصِفًا صَدُوقًا لبِيْبًا صَانَهُ الدِّيْنُ فَانْزَجَرْ
ردحذفوَإِنْ شِرَارَ النَّاسِ مَنْ كَانَ مَائِلًا عَن الحقِّ إنَّ خَاصَمْتهُ مرَّةً فَجَرْ
استاذي الجليل واني اعجب كذلك واتسائل من اين اتى هؤلاء ؟؟؟وغيرهم ممن يناصبون المؤتمر الوطني العداء فهم في خصومتهم لا يفرقون بين الوطن والوطني اليس لهم عزة السوداني البسيط الذي لا يرضى المهانة دعك عن الحق والحقوق-الى متى تظل بلادنا اسيرة لاهواء امثالهم يعطلون تقدمها بتامرهم-ان مسؤلية المؤتمر الوطني كحزب حائز على التفويض الشعبي ان يضع الشعب في الصورة عبر اعلام واعي وخطاب واضح موحد
ردحذف